السودانيون ضيوف المحروسة
السودانيون ضيوف المحروسة


هرباً من الحروب.. «السودانيون» ضيوف المحروسة

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020 - 12:53 م

◄ «نور الدين» يتاجر في الأحذية الجلدية.. و«أم محمد» في العطارة

◄ مفوضية شؤون اللاجئين: ما يقرب من 70 ألف سودانيا على أرض الكنانة ونقدم إليهم كافة المساعدات

 

كتبت: شاهندة أبو العز

تعد القاهرة، قُبلة، المغتربين واللاجئين من الأشقاء العرب والأكثر استهدافًا لكثير من السودانيين، فارين من مشاكل الحرب الأهلية في الجنوب والغرب، إما باحثين عن العلاج أو فرص العمل بمصر، حتى إن كانت تلك الفرص مقتصرة على بائعين متجولين، "الأخبار المسائي" ترصد قصص وأحلام اللاجئين السودانيين بشوارع المحروسة..

       
منذ 6 أعوام، قرر «نور الدين» 39 عاماً، الفرار من موطنه الأصلي بولاية الخرطوم عاصمة السودان والتوجه إلى مصر، حيث ملتقى الثقافات ومقصد لجميع شعوب العالم وبمجرد أن وطأت قدماه الأراضي المصرية حاول البحث عن وظيفة تكون مصدر دخل ثابت وإدخار بضعة جنيهات منها لإرسالها إلى أهله بدولة السودان.


الشارع رزق «نور الدين»        

حصل «نور»، على شهادة الثانوية العامة بالسودان فقط، والتي لم تمكنه من وظيفة مرضية عندما جاء إلى مصر عمل في كثير من مصانع الأحذية والجلود وبعض شركات التعبئة والتغذية، لكن ساعات العمل الطويلة التي تتخطى 12 ساعة متواصلة يومياً بجانب المرتبات الضعيفة تسببت في ترك العمل والبحث عن مصدر دخل آخر مستقل بعد البحث في كل الطرق اهتدى «نور» إلى شوارع وسط البلد، وافتراش الطريق بـ"المصنوعات الجلدية" من- أحذية رجالي وساعات ومحفظة النقود- يبدأ يومه في العاشرة صباحاً وتنتهي مع أذان المغرب لتكون حصيلة اليوم بمتوسط 150 جنيهاً.    

   
يروي نور قصته قائلاً: «أنا قررت أشتغل لأجل لقمة عيش بالحلال، وليس معي أي تمويل لأخذ محل وعرض منتجات، لذا لجأت إلى افتراش الشارع بوسط البلد»، وتابع: "أنا لست متزوجاً ولست أعيل سوى نفسي، لذلك لم يكن لدي تمويل من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين رغم أنني عضو بها منذ 5 سنوات.

رصيف «أم محمد» للعطارة.

وفي وسط البلد، أمام صيدلية الإسعاف، تجد نفسك أمام «أم عمر» امرأة سودانية تخطى عمرها 70 عاماً، تجلس على مسند تضع أمامها صندوق صغير ممتلئ بألوان العطارة والتوابل، ملحق بصندوق أصغر به منتجات العناية بالشعر.ملامح «أم محمد» التي تكسوها التجاعيد والشيب وكأنها لوحة مرسومة، تشير لحادث حزين حدث لها منذ عامين، عندما قررت ترك بلدها السودان والنزول إلى مصر بحثاً عن فرصة عمل أو وظيفة تؤمن بها مصاريف علاج ابنتها الصغيرة، ولكن كان الموت أسرع بعد رحلة علاج استمرت 3 أشهر دون جدوى.


ولكونها ملتقى جميع الشعوب، اختارت «أم محمد» مصر لاستكمال ما بقي من عمرها، أخذت من البهارات والعطارة السودانية مصدر رزق لها، تُعبئ أكياس النايلون الملونة من كل صنف، ويتراوح سعر الكيس من 5 لـ 20 جنيهاً على حسب نوع البهارات.

 

تبدأ «أم محمد»، يومها في 10 صباحاً تقوم بتعبئة العطارة وتجهيز خلطات العناية بالشعر السحرية المكونة من منتجات طبيعية 100%، تبدأ في الواحدة ظهراً وتنتهي في 6 مساءً بحصيلة يومية لا تتخطى 80 جنيهاً.

 

تقول «أم محمد» لـ"الأخبار المسائي": تعاقدت مع أحد المستوردين السودانيين بمصر على أخذ كميات من العطارة السودانية الأصلية ذات الرائحة والطعم المميز وبيعها في شوارع وسط البلد، وتضيف: اختياري لوسط البلد كان مميزاً لأنه مكتظ بالمارة حتى أصبح لدي زبون خاص بي.

وكالة البلح تحتضن أحمد

في مجموعة من الشوارع المتداخلة وداخل أحد الأزقة بحي بولاق أبو العلا، التي يجتمع بها كل ما يخص ملابس (البالة)، كان يقف الشاب «أحمد.م» 28 عاماً، تميزه الملامح السودانية، فمنذ عام قرر «أحمد» البحث عن ثقافات مختلفة عن بلده -شمال السودان-، ليقرر المجيئ إلى مصر وتعرف على تراثها،عدة أشهر مروا على"أحمد" وهو يتعرف على ثقافات مصر المختلفة، حتى قرر الاستمرار في أراضيها والبحث عن مصدر رزق، وبرغم البحث عن وظيفة تناسب شهادته التعليمية، حيث تخرج من قسم تقنية المعلومات بكلية الخرطوم التطبيقية بالسودان دون جدوى وقام أصدقاء «أحمد» بالسكن الذين يعملون بالوكالة في بيع ملابس البالة المستوردة، بإقناعه بالنزول إلى العمل معهم والحصول على -استاند ملابس- خاص به، قرر «أحمد» التخلي عن شهادته والعمل في بيع الملابس.«مش مهم أشتغل إيه المهم ألاقي لقمة عيش بالحلال» بهذه الكلمات اختتم -أحمد- حديثه مع "الأخبار المسائي" قائلاً: "أنا باخد في اليوم 100 جنيه وبحاول امشي حياتي عليهم.


مساعدات المفوضية

وفي 1 نوفمبر لعام 2020، نشرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إحصائية للاجئين السودانيين الموجودين بمصر حيث يبلغ عددهم 49264 "لاجئ سوداني" و"19813 لاجئ" من جنوب سوداني مسجلين رسميًا ويعيش أغلبهم في وسط القاهرة والإسكندرية وأسوان.وتقوم المفوضية لشؤون اللاجئين، بتقديم المساعدات وفقًا لتقديرات المفوضية للحالات الأكثر احتياجًا وتوفير المساعدات في فصل الشتاء ولكن مرة واحدة سنوياً، فهناك 7 من بين كل 10 لاجئين مصنفين من الفئات الأكثر احتياجًا. ومنذ تفشي جائحة كورونا، واصلت المفوضية صرف مساعدات نقدية شهرية متعددة الأغراض لحوالي 40,450 شخصًا من الفئات الأكثر ضعفًا. وبعد تفشي فيروس كورونا في مصر، دخلت المفوضية في شراكة مع مؤسسة خاصة للتنمية الاجتماعية لدعم أسر اللاجئين الأكثر احتياجًا بمساعدات سخية لـ2,673 أسرة لاجئة معرضة للخطر.


هرباً من الحروب.. السودانيون ضيوف  المحروسة

هرباً من الحروب.. السودانيون ضيوف  المحروسة

هرباً من الحروب.. السودانيون ضيوف  المحروسة

هرباً من الحروب.. السودانيون ضيوف  المحروسة

هرباً من الحروب.. السودانيون ضيوف  المحروسة

هرباً من الحروب.. السودانيون ضيوف  المحروسة

هرباً من الحروب.. السودانيون ضيوف  المحروسة

هرباً من الحروب.. السودانيون ضيوف  المحروسة

هرباً من الحروب.. السودانيون ضيوف  المحروسة

هرباً من الحروب.. السودانيون ضيوف  المحروسة

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة